منتديات المتوسطة الجديدة رقم 04 سبدو تلمسان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المتوسطة الجديدة رقم 04 سبدو تلمسان

منتدى تعليمي تربوي ترفيهي لصالح تلاميذ وأساتذة وإداريي المتوسطات في الجزائر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أجمل ما قيل في الرثاء من الشعر الجاهلي والحديث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 119
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/03/2011
العمر : 40

أجمل ما قيل في الرثاء من الشعر الجاهلي والحديث Empty
مُساهمةموضوع: أجمل ما قيل في الرثاء من الشعر الجاهلي والحديث   أجمل ما قيل في الرثاء من الشعر الجاهلي والحديث Emptyالسبت مايو 21, 2011 12:12 pm

أجمل ما قيل في الرثاء من الشعر الجاهلي والحديث %D8%A8%D8%B3%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%85

أقدم لكم إخواني بعض القصائد التي هي من عيون الشعر العربي في الرثاء
وأبدأ بقصيدة المهلهل وهو يرثي أخاه كليبا فيقول :

أَهَاجَ قَذَاءَ عَيْنِي الإِذِّكَارُ
هُدُوّاً فَالدُّمُوعُ لَهَا انْحِدَارُ
وَصَارَ اللَّيْلُ مُشْتَمِلاً عَلَيْنَا
كأنَّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ
وَبِتُّ أُرَاقِبُ الْجَوْزَاءَ حَتَّى
تقاربَ منْ أوائلها انحدارُ
أُصَرِّفُ مُقْلَتِي فِي إِثْرِ قَوْمٍ
تَبَايَنَتِ الْبِلاَدُ بِهِمْ فَغَارُوا
وَ أبكي وَ النجومُ مطلعاتٌ
كأنْ لمْ تحوها عني البحارُ
عَلَى مَنْ لَوْ نُعيت وَكَانَ حَيّاً
لَقَادَ الخَيْلَ يَحْجُبُهَا الغُبَارُ
دَعَوْتُكَ يَا كُلَيْبُ فَلَمْ تُجِبْنِي
وَ كيفَ يجيبني البلدُ القفارُ
أجبني يا كليبُ خلاكَ ذمٌّ
ضنيناتُ النفوسِ لها مزارُ
أجبني يا كليبُ خلاكَ ذمُّ
لقدْ فجعتْ بفارسها نزارُ
سقاكَ الغيثُ إنكَ كنت غيثاً
وَيُسْراً حِينَ يُلْتَمَسُ الْيَسَارُ
أَبَتْ عَيْنَايَ بَعْدَكَ أَنْ تَكُفَّا
كَأَنَّ غَضَا الْقَتَادِ لَهَا شِفَارُ
وَ إنكَ كنتَ تحلمُ عنْ رجالٍ
وَ تعفو عنهمُ وَ لكَ اقتدارُ
وَ تمنعُ أنْ يمسهمُ لسانٌ
مخافة َ منْ يجيرُ وَ لاَ يجارُ
وَكُنْتُ أَعُدُّ قُرْبِي مِنْكَ رِبْحاً
إِذَا مَا عَدَّتِ الرِّبْحَ التِّجَارُ
فلاَ تبعدْ فكلٌّ سوفَ يلقى
شَعُوباً يَسْتَدِيرُ بِهَا الْمَدَارُ
يَعِيشُ المَرْءُ عِنْدَ بَنِي أَبِيهِ
وَ يوشكُ أنْ يصيرَ بحيثُ صاروا
أرى طولَ الحياة ِ وّ قدْ تولى
كَمَا قَدْ يُسْلَبُ الشَّيْءُ المُعَارُ
كَأَنِّي إذْ نَعَى النَّاعِي كُلَيْباً
تطايرَ بينَ جنبيَّ الشرارُ
فدرتُ وّ قدْ عشيَ بصري عليهِ
كما دارتْ بشاربها العقارُ
سألتُ الحيَّ أينَ دفنتموهُ
فَقَالُوا لِي بِسَفْحِ الْحَيِّ دَارُ
فسرتُ إليهِ منْ بلدي حثيثاً
وَطَارَ النَّوْمُ وَامْتَنَعَ القَرَارُ
وَحَادَتْ نَاقَتِي عَنْ ظِلِّ قَبْرٍ
ثَوَى فِيهِ المَكَارِمُ وَالْفَخَارُ
لدى أوطانِ أروعَ لمْ يشنهُ
وَلَمْ يَحْدُثْ لَهُ فِي النَّاسِ عَارُ
أَتَغْدُوا يَا كُلَيْبُ مَعِي إِذَا مَا
جبانُ القومِ أنجاهُ الفرارُ
أتغدُوا يا كليب معي إذا ما
خلوق القوم يشحذُها الشفار
أقولُ لتغلبٍ وَ العزُّ فيها
أثيروها لذلكمُ انتصارُ
تتابعَ إخوتي وَ مضوا لأمرٍ
عليهِ تتابعَ القومُ الحسارُ
خذِ العهدَ الأكيدَ عليَّ عمري
بتركي كلَّ ما حوتِ الديارُ
وَهَجْرِي الْغَانِيَاتِ وَشُرْبَ كَأْسٍ
وَلُبْسِي جُبَّة ً لاَتُسْتَعَارُ
وَ لستُ بخالعٍ درعي وَ سيفي
إلى أنْ يخلعَ الليلَ النهارُ
وإلاَّ أَنْ تَبِيدَ سَرَاة ُ بَكْرٍ
فَلاَ يَبْقَى لَهَا أَبَداً أَثَارُ


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://cem04.forumalgerie.net
Admin
Admin



عدد المساهمات : 119
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/03/2011
العمر : 40

أجمل ما قيل في الرثاء من الشعر الجاهلي والحديث Empty
مُساهمةموضوع: عيون القصائد في الرثاء   أجمل ما قيل في الرثاء من الشعر الجاهلي والحديث Emptyالسبت مايو 21, 2011 12:24 pm

قصيدة قذى بعينك للخنساء في رثائها لأخيها صخرا


قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ
كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ
تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ
تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ
تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ
لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ
قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ
صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ
يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ
مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ
وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ
تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ
لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ
يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ
وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ
وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ
حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ
نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ
فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ
لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ
فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ
لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ
وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ
وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ
قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ
مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ
جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ
مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ
فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ
في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ
طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ
لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ
وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ
أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ


وقصيدة لابن الرومي وهو يرثي ابنه الأوسط يقول فيها :
بكاؤكما يَشْفي وإنْ كانَ لا يُجدي فجودا فَقَدْ أَوْدى نظيرُكُما عِندي

بُنَيَّ الذي أَهدَتْهُ كفايَ للثرى فيا عِزَّةَ المُهْدَى و يا حَسْرةَ المُهدِي

أَلا قاتل الله المنايا وَ رَمْيَها من الناسِ حباتِ القلوبِ على عَمْدِ

تَوَخَّى حِمامُ الموتِ أَوْسَطَ صبْيَتي فلِلَّه كيفَ اختارَ واسطةَ العِقْدِ

على حينَ شِمْتُ الخيرَ من لَمحاتِهِ و آنَسْتُ من أَفْعالِهِ آيةَ الرُّشْدِ

طَواهُ الرّدَى عَنِّي فأَضحى مَزارُهُ بعيداً على قربٍ قريباً على بُعْدِ

لقدْ أَنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها وَ أَخْلَفَتِ الآمالُ ما كان مِنْ وَعْدِ

لقدْ قَلَّ بيْنَ المَهْدِ و اللَّحْدِ لَبْثُهُ فلم يَنْس عَهْدَ المهْدِ إذْ ضُمَّ في اللَّحْدِ

تَنَغَّضَ قبلَ الرِّيِّ ماءُ حياتِهِ و فُجِّعَ منه بِالعذوبة و البَرْد

أَلَحَّ عَلَيْهِ النَّزْف حتى أَحَالَهُ إلى صفرةِ الجاديِّ عن حُمْرةِ الوَرْدِ

و ظَلَّ على الأَيْدي تَساقَطُ نَفْسُه و يَذْوي كما يذْوي القضيبُ من الرَّنْدِ

فيا لكِ من نَفْسٍ تَسَاقَطُ أَنْفُساً تَساقُطَ درٍّ من نظامٍ بلا عَقْدِ

عَجِبْتُ لقلبي ، كيف لم يَنْفطِرْ له و لو أَنَّه أَقْسى من الحجر الصَّلْدِ

بوُدِّيَ أني كنتُ قُدِّمْتُ قَبْلَهُ و أَنّ المنايا دونَهُ صَمَدَتْ صَمْدي

و لكنَّ ربّي شاءَ غيرَ مشيئَتي و للرَّبِّ إمْضَاءُ المشيئةِ لا العَبْدِ

و ما سَرَّني أَنْ بِعْتُهُ بثَوابِهِ و لوْ أَنَّهُ التّخليدُ في جَنَّةِ الخُلْدِ

و ما بِعْتُهُ طوعاً و لكنْ غُصِبْتُهُ و ليسَ على ظلم الحوادث مِنْ مُعْدِي

و إني و إنْ مُتِّعْتُ بابنيَّ بَعْدَه لذاكِرُهُ ما حَنَّتِ النّيبُ في نَجْدِ

و أَوْلادُنا مِثْل الجوارحِ أَيُّها فقدناهُ كانَ الفاجِعَ البيِّنَ الفَقْدِ

لكُلٍّ مكانٌ لا يَسُدُّ اختلالَهَ مكانُ أخيه من جَزوعٍ ولا جَلْدِ

هلِ العَيْنُ بعْدَ السَّمْعِ تكفي مكانَهُ أم السَّمْعُ بعد العيْن يَهْوي كما تهدي

لعمري لقد حالتْ بيَ الحالُ بعْدَهُ فيا ليتَ شِعري كَيْفَ حالَتْ به بَعْدي ؟

ثكلْتُ سروري كُلَّهُ إذْ ثكلْتُهُ و أصبَحْتُ في لذاتِ عيشي أخا زُهْدِ

أَرَيْحانَةَ العيْنَينِ و الأَنْفِ و الحَشَا ألا ليتَ شعري هَلْ تغيَّرْتَ عَنْ عَهْدي

سأَسْقيكَ ماءَ العين ما أَسْعَدَتْ به و إن كانت السُّقْيا من الدمع لا تُجْدي

أَعَيْنَيَّ جُودا لي فقد جُدْتُ للثّرى بأَنْفَسَ مما تُسْأَلانِ منَ الرِّفْدِ

أعينيّ إنْ لا تُسْعداني أَلُمْكُما و إن تُسعِداني اليوم تستوجبا حَمْدي

عَذَرْتكما لو تُشْغَلانِ عن البكا بنومٍ ، و ما نَوْمُ الشجِيِّ أخي الجَهْد ؟

أَقُرَّةَ عيْني قد أَطَلْتَ بكاءها و غادَرْتَها أَقْذَى من الأَعْيُنِ الرَّمْدِ


وقصيدة من الشعر الحديث لمحمود سامي البارودي وهو يرثي زوجته فيقول :

أَيــَدَ المَنــُونِ!قـدَحـْتِ أيَّ زِنادِ وأطــرْتِ أيَّةَ شعلةٍ بفــــــؤادي
أوهنتِ عزمي وهو حملةُ فيلقٍ وحَطَمْتِ عودي وهو رمحُ طِرَاد
لم أدر هل خطبٌ ألمَّ بساحتي فأنــــــــــــاخَ، أم سهمٌ أصابَ سَوَادِي
أقذى العيونَ فأسبلتْ بمدامع تجري على الخدين كالْفِرْصَادِ
ما كنت أحسَبُنِي أُراعُ لحادث حتى مُنيِتُ به فأوهنَ آدِي
أبلتنِيَ الحسراتُ حتى لم يكدْ جسمي يلوحُ لأعينِ العُوَّادِ
أستنجدُ الزفراتِ وهي لوافحٌ وأُسَفِّهُ العبراتِ وهي بوادِي
لا لوعتي تدعُ الفؤادَ، ولا يدِي تَقْوى على ردِّ الحبيبِ الغادي
يا دهــرُ! فيم فجعتني بحليلةٍ! كانت خُـــلاصةَ عُـدَّتي وعَتَادِي
-إنْ كنْتَ لم ترحمْ ضنايَ لبعدِها أفَـــلا رحمْتَ من الأسى أولادِي
-أفـــرَدْتَهُنَّ فلم ينمْنَ تــوجُّعـــاً قرحى العيون رواجفَ الأكبادِ
-ألقيْنَ دُرَّ عُقُودِهن، وصغن مــــن دُرِّ الدمــــــــوع قلائَد الأجيادِ
-يبكينَ مـن ولهٍ فـــراقَ حَفيَّـــــةٍ كانت لهن كثيـــــرةَ الإسعـــادِ
-فخـدودهـنَّ من الدمـــــوع ندِيةٌ وقلوبُهنَّ من الهمـــــومِ صوادِي
-أسليلةَ القمرين! أيُّ فجيعةٍ حَلَّتْ لفقدكِ بين هذا النـادي؟!
-أعْزِزْ عليَّ بأن أراكِ رهينـةً في جوفِ أغبرَ قاتٍِ الأســــدادِ
-أو أن تَبِيِني عن قرارةِ منزلٍ كنتِ الضياءَ له بكلِّ ســـــــوادِ
أو كان هذا الدهرُ يقبل فديةً بالنفسِ عنكِ؛ لكنتُ أولَ فادِي
أو كان يرهبُ صولةً من فاتكٍ لفعلتُ فِعْلَ الحارثِ بنِ عُبـــاِد
لكنها الأقدارُ ليس بناجعٍ فيها سوى التسليم والإخلادِ
شرح القصيدة ليستفيد الجميع والتعريف بالشاعر


التعريف بالشاعر :
هو محمود سامي البارودي شاعر مصري ولد عام 1838م لأسرة جركسية توفي أبوه وهو صغير السن ؛فتولت أمه تعليمه ، التحق بالمدرسة الحربية وتخرج ضابطا 1854م أحبّ البارودي الشعر منذ صغره وحفظ شعر الأقدمين واطّلع على الأدبين التركي والفارسي ، شارك في ثورة أحمد عرابي 1882م وعندما احتل الإنجليز مصر نفوه إلى سرنديب وفيها قال أعظم قصائده نظم البارودي الشعر في أغراضه المتنوعة كالفخر والرثاء والزهد والحكمة والوصف ، وله ديوان البارودي في أربعة أجزاء ، ومختارات من عيون الشعر العباسي ، ومختارات في النثر أسماها " قيد الأوابد ".
المناسبة :
قال البارودي هذه القصيدة في رثاء زوجته ، عندما جاءه خبر نعيها في منفاه بجزيرة سرنديب ، فكان نظمه لها تعبيراً عن مأساة النفي وفاجعة فقد الزوجة في وقت واحد .

1-هول الكارثة:
1-أَيــَدَ المَنــُونِ!قـدَحـْتِ أيَّ زِنادِ وأطــرْتِ أيَّةَ شعلةٍ بفــــــؤادي

2-أوهنتِ عزمي وهو حملةُ فيلقٍ وحَطَمْتِ عودي وهو رمحُ طِرَاد
المفردات:
الهمزة :لنداء القريب ، المنون:المنية ( الموت )، قدحت:قدح النار:أخرجها ،وقدح الزند :ضربه ، زناد :جمع زند وهو الحديدة التي تقدح بها النار ، أطرت (طير ):نشرت .
أوهنت :أضعفت ، عزمي :صبري ، حملة فيلق:الفيلق هو الجيش ج(فيالق)، حطمت:كسرت ،عودي:جسمي ، رمح طراد:الرمح يستخدم لملاحقة الأعداء .
3-خطب :ج(خطوب)المصيبة ، ألَّم:نزل ، أناخ (نوخ):أقام بالمكان ، سوادي :شخصي أو قلبي .
4-أقذى العيون: جعل فيها القذى ، وهو ما يسقط في العين فيهيجها ويسيل دمعها.، الفِرصاد:التوت الأحمر خاصة.والمراد به اللون الأحمر عامة، يريد أن دمعه ينزل دماً من فرط ألمه ووجده..
5-أراع : أخاف وأفزع ، مُنيت : ابتليت ، آدي (أدا): قوتي .
6-الحسرات : مفردها حسرة وهي شدة الألم ، يلوح (لوح) : يظهر ، العوادي : الذين يزورون المريض.
7-استنجد الزفرات : أستعين بها على تخفيف مصابي . ، الزفرات :مفردها زفرة ، وهي إخراج النفس بصوت مسموع ممدود .، لوافح:حارقة ، أُسفه:أخفف واتجاهل ، العبرات:مفردها عبرة وهي:الدمعة قبل أن تفيض ، أو تردد البكاء في الصدر.أو الحزن بلا بكاء.، بوادي : ظاهرة .
8-اللوعة:لوعة *الحب حرقته * التاع *فؤاده احترق من الشوق ، رد :إعادة ، الغادي :الذاهب من غير رجعة .
9-فجعتني:الفجيعَةُ:الرزيّةُ:وقد فَجَعَتْهُ المصيبةُ، أي أوجعتْه ، الحليلة ، الزوجة ، .العُدّة والعَتادُ :يقال:أخذ للأمر عُدَّتَهُ وعَتَادَهُ، أي أُهْبَتَهُ وآلَتَهُ.
10–ضناي(ضنا):ضَنى يضنى ضنى فهو ضنيٌَ وضنِ :مرض مرضاً مخامراً كلما ظن برؤه نكس .واضناه المرض :أوجعه.والمضاناة :المعاناة.الأسى:الحزن.
11-أفردتهن:جعلتهم وحيدين بلا أم أو أب ، قرحى:مفردها (قريح)وهم الجرحى والمرضى ، رواجف :الرَجْفَةُ:الزلزلةُ.وقد رَجَفَتِ الأرض تَرْجُفُ رَجْفاً.والرَجَفانَ:الاضطرابُ الشديدُ ورواجف الأكباد دلالة على الاضطراب .
12-دُرّ :مفردها (درة ) وهي اللآلئ ، عُقُودهن : مفردها عُقد وهو ما يلبس في الرقبة ، قلائد : مفردها قلادة وهي العقود ، الأجياد: : مفردها جيْدُ ، وهو العنق .
13-وله:الوَلهُ:ذهابُ العقل، والتحيُّرُ من شدة الوجد ، حفية : بالغة الكرم والسعادة .
14–ندية:رطبة ، صوادي (صدي):مفردها صادية ، وهي العطشى ، يريد أن قلوبهن محترقة بسبب الهموم والأحزان .
(14):صور الشاعر أولاده الورود التي لحقها الندى وقد فقدت ماءها لكثرة الهموم فهي عطشى في حاجة للماء .
4-فخر الشاعر بزوجته :
15-أسليلةَ القمرين! أيُّ فجيعةٍ حَلَّتْ لفقدكِ بين هذا النـادي؟!
16-أعْزِزْ عليَّ بأن أراكِ رهينـةً في جوفِ أغبرَ قاتٍِ الأســــدادِ
17-أو أن تَبِيِني عن قرارةِ منزلٍ كنتِ الضياءَ له بكلِّ ســـــــوادِ
18-لو كان هذا الدهرُ يقبل فديةً بالنفسِ عنكِ؛ لكنتُ أولَ فادِي
19-أو كان يرهبُ صولةً من فاتكٍ لفعلتُ فِعْلَ الحارثِ بنِ عُبـــاِد
15-أسليلة (سلل):الأنثى والولد سليل ، القمران :أراد بهما والديها ، النادي (ندو):المكان يجلس فيه عليّة القوم .
16-أعزز :صعب على نفسي ، رهينة :مأخوذة رهناً ج(رهائن)، جوف :باطن ، أغبر :من الغبار وهو التراب والمراد الأرض ، قاتم :غامق حالك الظلمة ، الأسداد:ج(سد)الحاجز بين شيئين .
17-تبيني:من البين :البعد والفراق أي تبتعدي ، قرارة :ما التصق في القدر من دهن ، والمراد منزلها ، سواد : عامة الناس .
18-فدية (فدي):الفداء ج(فِدّى )، فادي:مضحي بالنفس .
19-يرهب:يخاف ، صولة (صول):السطوة في الحرب ، فاتك :منتقم ،الحارث بن عباد:من سادات الجاهلية وشعرائها وشجعانها ومن ذوي الرأي فيها، اعتزل حرب البسوس التي وقعت بين بكر وتغلب ابني وائل ، فلما قتل المهلهل ابنه بجيراً قال قصيدته اللامية المشهورة (قربا مربط النعامة مني) ، ثم قرب فرسه فجز ناصيتها وقطع ذنبها ، وآلى أن يأخذ بثأره ، فخاض الحرب ، فرجحت كفة قومه بكر على تغلب ، وأثخن في التغلبيين ، وقتل منهم عدداً كبيراً ، وأسر المهلهل ، ثم جز ناصيته وأطلقه.
ناجع :نافع ، الإخلاد:الإذعان والخضوع لقضاء الله .البيت حكمة .

الشاعر والتجربة :
التجربة الشعرية الحقة إنما تكون وليدة المعاناة الذاتية والمعايشة الوجدانية؛ فكلما اكتوى الشاعر بنار التجربة كان تعبيره عنها أقرب إلى الصدق الفني وصدق العاطفة والشعور، وكان تعبيره ألصق بالبلاغة من كثير مما نقرؤه أو نسمعه من شعر، لا يحرك فينا عاطفة، ولا يثير لدينا إحساساً؛ لأنه لم ينبع من تجربة، ولم يتولد من معاناة، فجاء باهتاً، لا لون له، يتسم بالبرودة، ويفتقر إلى قوة التعبير وحرارة العاطفة.
والشعر العربي قديمه وحديثه غنيٌ بالنماذج الشعرية التي أودع فيها الشعراء تجاربهم ومعاناتهم في الحياة، فجاءت قوية معبرة، غنية بالصور البيانية والخيالية التي تحمل انفعال الشاعر بالحدث وتأثره به.
من ذلك مرثية محمود سامي البارودي الدالية في زوجته، وتعد من عيون الشعر العربي الحديث، ولاقت استحساناً في أوساط الشعراء والنقاد، وصادفت شهرةً في الأوساط الأدبية؛ لأنها تدفقت من شعور صادق، وعبر بها الشاعر عن معاناةٍ مؤلمة صهرت شعوره وعاطفته، فأتت أبياتها تحمل دفق الإحساس الذي عصرته الفاجعة، وعمق الجرح النازف الذي ولدته المصيبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://cem04.forumalgerie.net
 
أجمل ما قيل في الرثاء من الشعر الجاهلي والحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المتوسطة الجديدة رقم 04 سبدو تلمسان :: فضاء الأستاذ والتلميذ :: المنتدى الفكري والثقافي-
انتقل الى: